منهجية قراءة الكتب القانونية و غيرها من الكتب الاكاديمية


      ==÷ مقدمة ÷==

     تعتبر القراءة أهم وسائل الدرس أو نقل المعرفة و ليس ادل على ذلك أهميتها من أن اول آية قرآنية نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت قوله تعالى " إقرأ بإسم ربك الذي خلق " . الاية ، ورغم التطور الهائل في مجال نقل المعلومات و حفظها اليكترونيا فلا تزال القراءة أهم وسائل نقل المعلومات إلى الدماغ البشري، و بالتالي أهم وسائل الإستعداد للإمتحان و الحصول على الشهادة التي تفتح الباب أمام الطالب لحياة مهنية أفضل، و السؤال الذي يطرحه العديد من الطلاب الجامعيين ومنهم طلاب الحقوق هو : أفضل و أسهل وسائل الدرس.

==《 الفرع الاول : منهجية القراءة :

   قد يكون لكل طالب طريقته في القراءة ؛ لكننا نقترح طريقة تسمح لكل منا بمراجعة طريقته و نقدها كمرحلة أولى تسبق تطويرها و تجديدها.
   فهناك طريقة منهجية تتبع في إعداد ضباط سلاح الجو الامريكي ، وفي بعض الجامعات الأمريكية . و تعرف بطريقة  (PQRST) ، وهي الأحرف الاولى للكلمات التالية :
_ P : PREVIEW :  ويقصد بها المطالعة الإجمالية أو النظرة العامة.
_ Q : QUESTION :  التساؤل حول مضمون النص.
_ R : READ : القراءة الفعلية.
_ S : STATE :  استعادة الموضوع المدروس بكلمات النص.
_ T : TEST : إختبار مدى فهمنى للنص.
     و سنقوم بشرح كل من هذه المراحل التي تساعد الطالب على وضع مخطط علمي للدراسة.

¥¥ : اولا : المطالعة الاجمالية (P) :

    هي قراءة سريعة يسعى القارىء من خلالها إلى اكتشاف الأفكار العامة و التصميم ، وهي مرحلة لابد منها قبل الإنتقال إلى مرحلة التعمق و دراسة التفاصيل ، و يمكن تشكيل وهذه النظرية الإجمالية من خلال القراءة السريعة للكتاب أو النص.
   فعندما نلقي نظرة على ما نقرأ ، نحن ننظر إلى الصورة ككل، هذا التصفح أو النظرة الإجمالية تخبرنا ماهو الدرس أو المقطع أو الكتاب، وما هي المواضيع التي ستناقش، كما تسمح لنا بأن نعرف الغاية من القراءة و كيف سنقرأ، بسرعة أو ببطء ، و يفضل أن تسبق هذه المراجعة العامة المحاضرات التي ستلقى في مادة ما ، إذا كنا من المواظبين على الحضور، وبشكل عام هناك بعض النصائح لتصفح الكتاب :
1- قراءة المقدمة لمعرفة قصد المؤلف من كتابته.
2- الإطلاع على الفهرس لمعرفة المحتويات.
3- تصفح الكتاب مع النظر إلى العناوين الرئيسية و الفرعية ، و إلى الجمل و الخلاصات مع الانتباه الى المصطلحات المكتوبة باحرف ايطالية ( إيطاليك) ، أو بالاسود أو المسطر تحتها، و الصور و البيانات و تلخيص المحاور.
   أما لمراجعة درس أو مقالة معينة، وخاصة قبل حضور المحاضرات الأكاديمية ننصح بما يلي :
1- قراءة العناوين و عناوين المقاطع  لمعرفة المواضيع الرئيسية و تنظيمها .
2- ملاحظة العناوين الفرعية و المواضيع الثانوية تحت كل عنوان.
3-  الإنتباه الى تنظيم المواضيع الاساسية و الثانوية.
4- الإطلاع على أول و آخر جملة في كل موضوع.
5- الإطلاع على خلاصة الدرس
   ومن إحدى أحسن النصائح أن نتمهل خلال التصفح إذا كان الموضوع جديد بالنسبة الينا، وبعد أن يصبح لدينا بعض المعرفة نستطيع تصفح الدرس خلال 5 دقائق، وتصفح الكتاب حوالي 10 دقائق ، وإذا تمكنا من الإجابة بعد التصفح على الاسئلة التالية ، عن ماذا يتحدث الكتاب أو موضع الدرس؟ وماهي النقاط الرئيسية التي يناقشها؟ .  فهذا يعني أن تصفحنا حقق الغاية الأولية المنشودى منه.

¥¥ : ثانيا : التساؤل ( Q) : 

   مثلما يخطر ببالنا بعد التعرف على شخص معين ، من التساؤلات حول عمله او عائلته و سكنه وما شابه، وهي تساؤلات تمكننا في حالة الاجابة عليها، من التعرف عليه بشكل أعمق كءلك بالنسبة لنص معين ، وبعد القراءة السريعة لابد لنا من طرح أسئلة ، حول هذا النص نأمل أن نجد فيه الاجوبة المطلوبة لها . و يمكن أن تسجل هذه الاسئلة خطيا في أول النص أو في الهوامش أو بين مقاطعه.
   و عندما تصبح لدينا بعض الاسئلة المحددة سنعرف بالضبط المعلومات التي نبحث عنها، و سيكون لدينا الباعث لايجادها و هذا على التعلم باكثر ما يمكن من الاستماع الى المحاضرة او من قراءتنا. وهذه بعض النصائح العملية :
1-  نبدأ بتحويل العناوين الرئيسية و الفرعية إلى اسئلة ، فإذا كان عنوان النص مثلا الدستور نضع سؤالا : من يعد الدستور؟ أو ماهي شروط التعديل ؟ ، او ماهو دور كل سلطة في التعديل؟.
2- إذا أثارت بعض القرارات فضولنا اثناء التصفح فيجب أن نحولها كذلك إلى اسئلة.
3- إذا كان هناك اسئلة في الدرس يمكننا كذلك استعمالها.
     و إجمالا علينا ان نكون مرنين اثناء صياغة الاسئلة، و كذلك بالنسبة لعددها يعتمد على طول المحاضرات و كمية المعلومات التي نريد أن نتعلمها، حيث يمكننا أن نزيد أو نغير الاسئلة عندما نقرأ أو نلاحظ نقاطا مهمة.

¥¥¥ : القراءةالفعلية (R) :

    وهي القراءة التي نتفاعل فيها مع النص و نجد فيها الإجابات على الاسئلة التي طرحناها بالتعليق على هذه الاجابات و تدوين ملاحظاتنا الشخصية و افكارنا ، مع ابراز الكلمات المهمة او التفاصيل ، مثل التخطيط تحتها أو تلوينها بالاصفر او ما شابه . فالتصفح واعداد الاسئلة يهيء للمحاضرة التي ستعطى ، أو للقراءة بتمعن  و نشاط ،و اذا كنا من الذين لا يشاركون بالحضور، وفيما يلي بعض النصائح الخاصة بالقراءة :
1- علينا تذكر المعالم أو الملامح التي لاحظناها في الخطوتين السابقتين ، من عناوين فرعية ، ومطلحات خاصة ، صور ، وملخصات.ثم نستعملها لترشدنا الى الافكار الرئيسية ، و الإنتباه إلى الرسوم و التصاميم و البيانات و الخلاصات التي تلخص المواضيع.
2- نتذكر أيضا أن كل فقرة تحتوي على فكرة رئيسية أو تدعم أفكار أساسية و يمكننا أن ندونها على الهامش.
3- علينا أن نقرأ الأفكار الرئيسية و ليس الكلمات ، بتمرين أعيننا على أن القراءة. إما للتعليم بالأصفر مثلا، أو وضع خط تحت المقاطع أو مجموعة الكلمات ذات المعنى الواحد لضبط حركات العينين و توجيهها  بإتجاه ما، و يمكن الإستعانة بمسطرة مثلا أو بالخط العريض هذه الطريقة بأنها :
أ- تزيد من سرعة القراءة بتخفيض عدد المرات التي تتوقف فيها الأعين، وعلينا الإنتباه لعملية التوازن بين السرعة في القراءة التي توفر الوقت من جهة و بين فهم النص من جهة أخرى،  ويمكن التغيير في سرعة القراءة وفقا لأهمية الأفكار و المواضيع.
ب- تزيد من فهمنا لأننا ندرب أنفسنا على النظر إلى الفكرة ككل.
 5- إتباع هذه النصائح يجعلنا نتأكد من الحصول على أجوبة لأسئلتنا كلما قرأنا، و تنبهنا إلى الأفكار أو المصطلحات التي نضع لها اسئلة،.
6- بعد كل مقطع أو بعد حوالي عشرة دقائق تقريبا نسأل أنفسنا : هل فهمنا هذا؟ هل تعلمنا ما نريده ؟ ، فهذا يسهل علينا الإنتقال إلى الخطوة التالية.
7- كلما أشركنا عددا كبيرا من الحواس كلما ترسخت المعلومات في اذهاننا ( قراءة بصوت مرتفع ، كتابة ؛ تلخيص مثلا(.

¥¥¥¥ : رابعا : إستعادة النص (S) :

    إذا كانت القراءة الفعلية تظهر الأفكار الجديدة و تجيب على تساؤلاتنا فإن استعادة النص تسمح لنا بالاجابة على هذه التساؤلات لكن بلغتنا الشخصية التي تسمح لنا باكتشاف مدى فهمنا للنص، و تحديد قدرتنا على استخدام هذه الافكار الجديدة فيما بعد.
   ففي هذه المرحلة نلخص لانفسنا ما قرأناه ( أو ما يسمى بالمحاضرة اضافة إلى ما قرأناه ) ، فهذا يسمح لنا بتقييم فهمنا للمادة، وتساعدنا على حفضها في اذهاننا ، أما كيف ذلك؟  فسنعرض له فيما يلي :
1- بدون النظر إلى الكتاب نسترجع بذاكرتنا النقاط الاساسية و الفكرة الرئيسية لكل منها ، بعدها نوجز لانفسنا بجملة او اثنتين ما قرأناه ، أو سمعناه ، أو لخصناه، و اخيرا نلقي نظرة سريعة على المقطع ككل لإلتقاط اي نقاط أساسية نسيناها.
2- من الأمور المساعدة عادة أن نتوقف ونجري هذه العملية بعد كل مقطع رئيسي من الدرس خاصة إذا كان الدرس طويلا.
3- يمكننا أن نسترجع ذلك في ذهننا أو بصوت مرتفع، لكن معظم الطلاب يجدون أنه من الأفضل أن يكتبوا ما رددوه، وهذا ما ننصح به لأن ذلك يسهل المراجعة لاحقا.
4- طلاب عديدون يجدون أن التسميع الذاتي يساعد لأنه يركز الإنتباه و يحسنه و إذا واجهنا صعوبة التسميع الذاتي فهذا يعني أننا لم نركز كفاية في قراءتنا مما ينبهنا إلى ضرورة زيادة التركيز و الإنتباه.
5- إجمالا التسميع الذاتي ( مع التلخيص الشخصي) يشكل خطوة  مهمة لكل انواع المواد خاصة القانون.

¥¥¥¥¥ : خامسا : الإختبار ( T) : 

     هي عملية تقييم سريعة لمدى ما فهمناه وما رسخ في ذهننا من قراءتنا ومما سمعناه في المحاضرة ومما لخصناه، و يمكن أن يتم ذلك بطريقة فردية أو بالتعاون مع آخرين، و تسمح لنا هذه المرحلة النهائية من مراحل الدرس، و المتمثلة بالاختبار الذاتي  بأن نتأكد ماهي المعلومات و نخزنها في ذاكرتنا على المدى الطويل ، وفي كل مرة نجري إختبارا ذاتيا فإننا نتأكد أنها محفوظة ، وليتم ذلك الحفظ للمعلومات في ثنايا الذاكرة علينا إتباع الخطوات التالية :
1- اجراء الإختبار الذاتي خلال 24 ساعة من قراءتنا للمادة، و إلا فاننا سنكون معرضين للنسيان.
2- البدء بالامتحان الذاتي دون النظر للكتاب أو إلى التلخيص بقدر الإمكان، و إذا واجهنا صعوبة يمكننا النظر إلى الاسئلة التي دوناها في المرحلة الثانية، لكن علينا أن لا نراجع الاجابات أو الملاحظات إلا بعد أن نعطي الفرصة لذاكرتنا لتعمل.
3- بعد ذلك يمكننا أن نراجع تلخيصنا لنتأكد من ورود كل النقاط المهمة و الافكار الرئيسية ، و إذا رأينا أننا نسينا بعض الشيء، نعيد القراءة أيضا.
4- بعد الإختبار الأولي نجري إمتحانا آخر، مرة أو أكثر، قبل الإمتحان النهائي الذي يفرض علينا في الجامعة،  وكلما اختبرنا ذاتنا، كلما ثبتت المعلومات في ذاكرتنا العميقة.
    وبعض الطلاب يجدون أنه من المستحسن أن يختبروا ذاتهم بالإستناد إلى ملاحظات  المحاضرة في الصف، وهذا قد يساعد بتوضيح الأفكار او يمتن العلاقة بين المحاضرة و القراءة، لكن من الأفضل في حال حضور المحاضرة إجراء التلخيص الذاتي، و أفضل ما في عملية الإمتحان الذاتي أنه قصير جدا، وعلى المدى الطويل، إذا ما اتبعنا هذه القواعد، وعندما نراجع قبل الإمتحان النهائي فسوف ندهش بكمية المعلومات التي نتذكرها.
تم بحمد الله وعونه بالتوفيق للجميع.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طريقة الإعداد و تهيئة الدرس "الجذاذة" مفهومها و مكوناتها و طريقة انشاءها

محاضرات في قانون الأسرة : المحاضرة 3 : الصداق

تحميل كتاب تعلم الانجليزية بدون معلم المستوى الأول